إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
الفتاوى الشرعية في المسائل الطبية (الجزء الأول)
97969 مشاهدة
هل يسقط وجوب الغسل يوم الجمعة عن المريض

س: هل الغسل يوم الجمعة واجب على الرجال والنساء؟ وهل يسقط وجوب الغسل على المريض ويكتب له أجره؟
ج: اعلم أن شرعية الغسل للجمعة لأجل نظافة البدن والثوب وإزالة الوسخ والقذر الذي تتأذى منه الملائكة وبنو آدم وفي الحديث عن عائشة قالت: كان الناس ينتابون الجمعة من منازلهم ومن العوالي فيأتون في العباء فيصيبهم الغبار والعرق فتخرج منهم الريح، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- إنسان منهم وهو عندي، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا ففيه دليل على أن الحكمة في شرعية غسل الجمعة حصول النظافة وإزالة الوسخ الذي يؤذي المصلين، فمتى كان المصلي نظيفا حديث عهد باغتسال فلا يلزم الاغتسال مرة أخرى، وإن كان الأولى أن يمتثل الأمر فيغتسل للجمعة غسلا خاصا، أما المرأة فإنها لا تحضر مجتمع الرجال فلا حاجة إلى أن تغتسل، لكن من باب النظافة يشرع لها ذلك في الجمعة وغيرها، ويقال كذلك في غسل المريض ونحوه. ومن احتسب واغتسل من هؤلاء أو غيرهم لحرمة الجمعة فله أجر الاحتساب. والله أعلم.